حقيقة الإنسان
- hereــabeer
- 15 يونيو 2019
- 4 دقائق قراءة
تاريخ التحديث: 19 أغسطس 2019
مناقشة فكرة حقيقة الانسان :(الانسان كائن فان / كائن الهي / نصف الهي ونصف فان )
سبب خلق الانسان :
قبل خلق الانسان كان يعتقد بوجود مخلوقات أخرى على الأرض خلق اخر عن الإنسانية او البشرية ، وكانت تعمل بوحشية وتقتل بعضها ،تسفك الدماء ، وقد استند البعض على بعض النصوص الدينية ، مثلا ذكر القران ( حديث الله مع الملائكة عن خلق خليفة في الأرضو قد اجابت الملائكة : هل تريد خلق نوع يعيش في الأرض ويفسد فيها ويسفك الدماء
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ) البقرة واكملت الملائكة قائلة : ( وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ) البقرة أي اذا كنت تريد خلقهم للعبادة فقط فنحن هنا نعبدك و نسبح ونقدس لك ، فرد الله سبحانه وتعالى عليهم : ( قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة .
ومن هنا نعرف ان الله سبحانه وتعالى عندما خلق الانسان ، لم يرده فقط لعبادته كما تفعل الملائكة ، بل يريد ان يعمل خلق جديد لا يعلمه الا هو سبحانه . كائن يجمع بين الصفات الفانية الأرضية ، والصفات الخالدة الإلهية ، كائن يجمع بين الزوال و الخلود ، كائن يجمع التناقضات جميعها فيه ، ناقص كامل ، خلق جديد مبدع ، يدل على قدرة الله و عظيم صنعه في جميع اكبر واعظم التناقضات الكونية في هذا المخلوق الجديد .
فقد قام الله سبحانه وتعالى بمنح هذه المخلوقات الجديدة الانسان من روحه الكريمة العالية حتى تكون القائدة لهذه الانفس و تكون هناك نزعة ترجعها للصواب وهذا من رحمة الله بان جعل هناك مرشد إضافي للتقليل من خطر الشر و التقليل من المفاسد التي حصلت سابقا [1]، وتحقق الرعاية اللازمة التي أرادها الله على الأرض لتحقيق المنافع وحفظ الدماء والاعراض والأموال ولإعمار الأرض ، فتم امر ان تحبس هذه الروح في الجسد المادي الفاني لخلق الانسان الخليفة الجديد في الأرض . ولان الروح قد كانت من روحه الكريمة تودع في منزل فان جديد لا تعلم عنه شيئا كانت هذه الروح خائفة من المصير مجهول وتلبية رغبات نفسه بدون قدرة على الهروب او الاختيار او تحديد المصير ، فجاءت هدية الله وتذكير للروح لمعيته معها بأن يكون لها مرشدها وصديقها للعودة الى ملكوت الله من جديد ، والمهذب للنفس مالكة الجسد الا وهو العقل .
كيفية خلق الانسان :
خلق الله الانسان من تراب وماء (طين) واخذ شكل (الصلصال ) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ ) الرحمن١٤)
) هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلاً وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون الأنعام/2.(
وامر الملائكة بالسجود له بعد النفخ فيه من روح الله ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ )29) الحجر . فتم النفخ في هذا الجسد بروح من روح الله ، فكان سجود الملائكة له كما امرهم الله هو سجود تكريم لما صنع الله بيديه ( الانسان ) بسبب الروح الإلهية الطاهرة الكريمة المودوعة فيه لا سجود عبادة و خضوع . ولكن هذا السجود ليس علاقة بان الانسان كائن الهي ، لأنه قديما كان يجوز السجود لأصحاب المكانات العالية ، كما حدث في قصة يوسف عليه السلام ، فيكون السجود تكريم لا عبادة . و لكن المغزى من ذكر هذه الآية هو توضيح ان الانسان كائن الهي ، بسبب نفخ الروح الإلهية فيه ، وهي من روح الله ، فقد اودع الله سبحانه وتعالى ، الاله الأكبر الأعلى من روحه في هذا الانسان ، لأنه يريد خليفة تحرس الأرض ( اني جاعل في الأرض خليفة ) فقد جعل الله الانسان خليفة له على الأرض يحرس الأرض و يقيم فيه العدل و يكون كالاله عليها يتصرف فيها كيفما يشاء ، يزرع ويحصد ، ويبني ويعمر الأرض .
بعد خلق الانسان و كما ذكرنا سابقا ان الله أراده جمع الزائل بالخالد في هذا المخلوق و جعله نسخة مصغرة وخليفة في الأرض ، سال الله الكائنات السابقة عن ماذا يمكنهم تقديمه لهذا المخلوق ؟ فقالت الشمس انها ستغديه وتعطيه الفرحة وتكون صاحبته ومرشده للعمل ، وقال القمر انه سيضيئ ليله و يكون له الصمت والسكون والهدوء والراحة ، وقدم كل مخلوق ليشارك هذا المخلوق الجديد جزء منه ، وبهذا ارتبط الانسان بجميع المخلوقات والكائنات .
تكوين الانسان:
راجع تناسخ الاجساد here _ abeer
١- جسد مادي والذي يحمل الطبيعة الارضية الفانية واصل صنعته من التراب والماء و هو الجزء الذي نستطيع رؤيته بأعيننا والذي نتعامل معه عن طريق الملامسة ، ويمكن تقسيمه استنادا للفوارق الجسدية البشرية ، الى نوعين : ذكر وانثى .
٢-النفس: المسؤولة عن اتخاذ القرارات بين الخيارات واتخاذ الرغبات وتعطي امر التنفيذ ، في ذلك نفهم ان الانسان مخير عن طريق النفس ، فيجب ان نعلم ان النفس هي التي تقرر وتختار بذلك هي محاسبه و مسؤولة عما تختاره وتقرر و تعطي امر تنفيذ الى الجسد لذلك تكون معرضة للجزاء والعقاب .
٣- الروح : تشترك الارواح جمعيها بانها جزء من الله ( من روح الله ) و ليست ذكر او انثى ولا تظهر هذه الفوارق الا في الجسد كما ذكرنا سابقا . وهي الجزء الميسر من الانسان .
٤العقل : و هو الجائزة المعنوية للروح بعد مغادرتها ملكوت الله( برضا بقسمة الله لها ) الى مصير مجهول وحبسها في جسد فان وتلبية رغبات نفسه بدون قدرة على الهروب او الاختيار او تحديد المصير ، فجاءت هدية الله وتذكير للروح لمعيته معها بأن يكون لها مرشدها الخاص للعودة الى ملكوت الله من جديد ، والمهذب للنفس مالكة الجسد ، و المانح للإنسان هويته الخاصة والطبيعة الانسانية تفردها و البشر تميزهم وتناقضهم الواضح الذي تزخر بها حيواتهم وشخصياتهم ، اضافة الى مساعدة الجسد الفاني على البقاء و الانتفاع من الارض عن طريق تسخير الدماغ للمهارات المكتسبة كالتعلم والفهم و التحليل والاستنتاج . كما ذكرنا سابقا بان اجسادنا من طبيعة الأرض الفانية فهي أدوات للمصير و البروج هي ادوات لتحديد هذا المصير تحت حكم القضاء والقدر وكما بدانا بوصف الانسان بانه نصف اله او كائن الهي ، قد جمع من بين الفاني والخالد ومن بين صفات المخلوقات ن هذا وذاك ، فقد شعرت المخلوقات الإلهية بالتهديد من الانسان وخافت من قوته الغير محدودة والمشتركة ، يستطيع الصعود الى السماء والنزول للأرض و زيادة قوته بشكل غير معروف ، قام الله بالاستجابة لها و خلق الأبراج لطمئنة هذه الكائنات . فأصبحت الأبراج تتحكم بجسد الانسان الفاني و عقله و شخصيته وتصرفاته وطبائعه وتقيده أيضا وفق الاحتياجات الضرورية لبقاء الانسان ثم ليفني ويذوب في العناصر ، ولكن هناك قلة من الذين يتحررون من هذه القيود بعد التعرف على النور الإلهي والالتزام به ، لأنه لا شيء يمكن ان يتحمم ويوقف قوه ونور الله ، لأنه الله . واجب على كل انسان التخلص من قيود الأبراج وان يسمو فوقها ، وان يصل الى روحه الخالدة . [1]- ؛ سبب التقليل من خطر الشر لان المخلوقات السابقة كانت مخيرة مثل الانسان الان ولكن يختلف الانسان بانه مسير بسبب وجود الروح التي تردعه بقدر ما تستطيع عن الشر ، ولكن تضل الأفضلية للنفس لأنها هي الحاكم الأول للجسد وهو بيتها قبل ان تسكنه الروح ) ولان الروح هي من روحه سبحانه وتعالي فقد حققت الرعاية .
Share , knowledge
Comments